الأوريبي (Sudan Oribis \ Ourebia montana)
بيرنارد دوبون | flickr.com/photos/berniedup

يتمتع السودان ببيئة طبيعة نابضة بالحياة فيها مئات الأنواع النباتية والحيوانية، لكن العنف والتلوث وتغير المناخ تهدد بانقراض أشكال عديدة من الحياة.


كان السودان يومًا أكبر بلد أفريقي قبل انفصاله عن جنوب السودان في عام 2011. ورغم أن أكثر من 90 بالمئة من مناطقه تصنف بيئة صحراوية وشبه صحراوية، فإنه يظل غنيًا بالتنوع الحيوي، بفضل غاباته – التي تشكل 12 بالمئة من أراضيه – وبفضل الحياة البرية على ضفاف نهر النيل وفروعه أو المناطق المتصلة بها، إضافةً إلى البحر الأحمر.

يوجد في السودان 3,132 نوعًا من النباتات، 409 منها مستوطنة في البلاد. ومن بين كل 13 نباتًا في أفريقيا، هناك 12 منها في السودان.

يوجد في السودان أيضًا 12 فصيلة من الثديات من أصل 13 فصيلة في أفريقيا. ولوحظ وجود 80 نوعًا رئيسًا من الزواحف على الأقل في البلاد، كالبواء والثعابين والبيثون والسحالي والتماسيح. ويوجد أيضًا 931 نوعًا من الطيور، 127 منها منتشرة في ولايات سنار والقضارف والنيل الأزرق في الجنوب الشرقي من السودان. وهناك قرابة 500,000 نوع من الحشرات في البلاد.

مواقع التنوع الحيوي

تتمركز أبرز مواقع التنوع الحيوي البارزة في السودان في خمس محميات: الدندر، وجبال الحسانية، والردوم، ومنتزه أرخبيل سواكن الوطني، ووادي هور. وأدرجت محميتا الدندر والردوم ضمن محميات برنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي.

وإن كانت قرارات الوزير بشأن مجانية التعليم تبدو إيجابية لكن هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات أبرزها: هل الأولوية الآن لمجانية التعليم أم لإصلاح بيئة التعليم وبنيته التحتية؟ وكيف ينظر المختصون لهذه القضية وما هو رأي المواطن حولها لكونه المعني المباشر؟

توجد أيضًا ستة مناطق للطيور وهي: خزان الرُوصِيْرِصْ، وخزان جبل أولياء، وغابة السنط، وخزان خَشِمْ القِرْبَة، وخزان سنار، وأركويت.

أما التنوع المائي في السودان فيتركز في المحميات البحرية وهي: دُنقناب، وبور سودان، وسنجنيب.

بعض البيئات الفريدة في السودان

محمية الدندر القومية

تحتضن محمية الدندر 27 نوعًا من الثديات كالخنزير البري ووعل القصب أو الريدبك وظبي الأوريبي والجاموس الأفريقي والظبي الأسمر والغزال أحمر الجبهة وعدة أنواع من القرود والسعادين. وتضم المحمية أيضًا بعض الثديات الأكثر تعرضًا لخطر الانقراض عالميًا، كالأسد الأفريقي والكلب البري والفهد. ويوجد أيضًا أكثر من 160 نوعًا من الطيور بما فيها الكبيرة والمهددة بالانقراض كالنسر الأفريقي أبيض الظهر والنسر أبيض الرأس والنسر الأبقع، وكذلك 32 نوعًا من الأسماك والزواحف والبرمائيات. وتحوي الحديقة أيضًا غطاءً نباتيًا غنيًا فيه 58 نوعًا من الشجيرات والأشجار.

غابة السُنُط

إن الموقع الفريد لغابة السنط على ضفاف نهر النيل جعلها مركزًا للطيور المهاجرة. ووجدت إحدى الدراسات أن الغابة تضم 81 نوعًا على الأقل من الطيور المهاجرة الشمالية، و144 نوعًا من الطيور التي تستوطن الغابة، مع وجود ستة أنواع مهددة إلى حدٍ ما (وفقًا لتصنيف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة)، وهي: أبو اليسر أسود الجناح، وكروان الماء أو الكروان الأوراسي، والبقويقة السلطانية مخططة الذيل، والبط الحمراوي أو كستنائي الرأس (مصنف بأنه عرضةٌ للخطر)، وصقر الغزال (مصنف بأنه مهدد بالانقراض)، والقطقاط الاجتماعي وهو على وشك الانقراض. وهذه الغابة ليست مهمة جدًا للتنوع الحيوي فحسب لكنها أيضًا تعمل كفلتر طبيعي لكل أنواع غازات الكربون المنبعثة من الصناعة والنقل في العاصمة الملوثة الخرطوم.

محمية الردوم القومية

تقع في جنوب ولاية دارفور وهي غنية بالتنوع الحيوي والحياة البرية المهددة حاليًا بالانقراض للأسف بسبب الصراعات العنيفة والجفاف وتغير المناخ. ويوجد في جنوب دارفور إحدى أغنى محميات الحياة البرية في السودان، وهي محمية الردوم القومية بما تحويه من أنواع الغزلان والفهود والكلاب البرية والخنازير والضباع والنمور والنعام والأسود وغيرها، وكذلك الطيور المهاجرة.

المحمية البحرية القومية في خليج دُنقناب

شرق السودان غني أيضًا بالتنوع البيولوجي – إذ تحفل المنطقة الساحلية للبحر الأحمر بالبيئات الساحلية والبحرية الفريدة. وهي تمتد مسافة 750 كيلو متر تقريبًا، وتشتهر بغابات المانجروف أو القرم، التي تمثل الغطاء النباتي الساحلي الأكثر بروزًا وتخلق موطنًا مثاليًا للنباتات. وتوجد في البحر الأحمر الأنواع الخمسة جميعًا من السلاحف البحرية الاستوائية، ومنها السلاحف الخضراء واللجأة صقرية المنقار ولجأة ردلي الزيتونية. وهناك 450 نوعًا من أسماك الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وأعدادٌ كبيرة من الطيور البحرية، وثمانية أنواع من الجمبري، وأصداف اللآلئ البرية، وخيار البحر، وأسماك القرش، وسرطان البحر، والعديد من الكائنات البحرية الأخرى. لسوء الحظ، يتعرض العديد منها لخطر الانقراض نتيجة الإفراط في الصيد، والتلوث البحري من المصانع وناقلات النفط، فضلا عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

عوامل تخريب النظم البيئية

مثال ‘سودان’

في مارس الماضي توفي آخر وحيد قرن أبيض شمالي يدعى ‘سودان’، على اسم بلده الأصلي، عن عمر 45 عامًا، تاركًا أنثيين فقط: زوجته وابنته، وهو ما يعني انقراض نوعه بالكامل. مات الحيوان الذي كان يومًا رمزًا لبلده في كينيا لأن موطنه لم يستطع حمايته من الصيد التجاري غير المشروع والصراعات العنيفة.

الصراعات العنيفة

ألقت الصراعات العنيفة المحتدمة منذ ما يزيد عن نصف قرن عبئًا ثقيلًا على الحياة البرية في السودان، حيث قُتل عدد كبير من الحيوانات قتلًا مباشرًا بالرصاص أو نتيجة إفراط المقاتلين في صيدها واستخدامها مصدرًا رئيسًا للغذاء. وأشارت لائحة عام 2013 للأنواع المهددة بالانقراض التي نظمها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة إلى غياب المعلومات عن 114 نوعًا من أنواع الحيوان (أي نقص البيانات)، وأبُلغ عن 127 نوعًا مهددة بالانقراض، بينها 19 نباتًا و109 حيوانًا (16 ثديًا، و18 طائرًا، و3 من الزواحف، و21 نوعًا من الأسماك، و50 نوعًا من اللافقاريات). وانقرض العديد من الأنواع المهمة للبيئة منذ ثمانينيات القرن الماضي أو أبعدوا عن مواطنهم الطبيعية في النيل الأزرق وجنوب دارفور وجبال النوبة، وهي المناطق الأقل استقرارًا في البلاد. وبين الأنواع المهددة بالانقراض حيوانات مفترسة كالفهد والأسد الأفريقي، وطيور مثل نسر أذون (العقاب النوبي) والعقاب الأرقط الكبير والعقاب الملكي الشرقي والعويسق. أما الحيوانات العاشبة المهددة الواردة في القائمة فهي فرس النهر والضأن البربري وغزال دوركاس والغزال أحمر الجبهة والفيل الأفريقي والسلحفاة السودانية، إضافةً إلى أنواع عدة من الخفافيش مثل خفافيش تريفور ذات الذيل الصغير والخفافيش ذات الجلد القرني.

تغير المناخ

يشكل التصحر والجفاف الناجم عن تغير المناخ تهديدًا رئيسًا آخر للحياة البرية في السودان وهو منتشر في 70 بالمئة من أراضي البلاد. وارتفاع معدل إزالة الغابات (من أجل الحطب) وتآكل التربة وحرائق الغابات (الطبيعية أو بواسطة قوات الميليشيا) والجفاف هي العوامل الرئيسة للتصحر. وقد صُنف السودان في التقرير الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية بين المواقع الأكثر عرضةً لتغير المناخ في أفريقيا. وأشارت تقارير للصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى أن إجمالي الهطولات المطرية تناقص منذ عام 1970 حتى الآن بمعدل 10-20 بالمئة في الولايات الغربية والجنوبية الغربية. وبما أن معظم الحياة البرية يعتمد على الجداول الموسمية، فلقد اعتبر ذلك فعليًا أحد الأسباب الرئيسة لاختفاء الفيلة في محمية الدندر وفي تدهور الحياة البرية في محمية الردوم.

نُشر هذا التقرير أوليا على موقع النيلان. يمكن مراجعة المنشور الأصلي على هذا الرابط.