احتفالات في الخرطوم يوم سقوط الرئيس المخلوع، عمر البشير.
(cc) موقع الأضواء | محمد هلالي |11 أبريل، 2019


يطلق الشعب السوداني على شهر ديسمبر 2018 اسم ‘ديسمبر العظيم’، الشهر الذي شهد انطلاق أكثر من شرارة كانت البداية التي أسقطت نظام المؤتمر الوطني في 11 أبريل 2019.


احتفالات في الخرطوم يوم سقوط الرئيس المخلوع، عمر البشير.
(cc) موقع الأضواء | محمد هلالي | 11 أبريل، 2019

مشاهد من الاحتفال بذكرى الثورة في الخرطوم.
(cc) موقع الأضواء | محمد الأمين | 19 ديسمبر، 2019

انطلقت الشرارة الأولى يوم 6 ديسمبر 2018 بحي مايرنو الشهير بمدينة سنار بمظاهرات ضخمة منددة بسياسات حكومة المؤتمر الوطني، وقد تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وتصاعدت الأزمات الحياتية بغلاء الأسعار وانعدام السلع الأساسية. قوات الأمن والشرطة قامت بقمع المظاهرات باستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين. يكتب التاريخ أن شهر ديسمبر العظيم دَوَّن بداية النهاية لنظام القتل والتدمير.

يدون التاريخ أيضا أن مقاومة النظام بدأت من لحظة إذاعة بيان انقلاب الجبهة الإسلامية على الحكم الديمقراطي في الثلاثين من يونيو عام 1989. لم تتوقف كل أشكال المقاومة السلمية، وظلت الدبابات الانقلابية تحرس عددا من الأماكن الحيوية منها الإذاعة والتلفزيون لمدة 30 عاما، تحكي عن حالة الخوف والرعب المسيطرة على نظام المخلوع طوال فترة حكمه.

شهد عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن السودان المختلفة، تظاهرات ليلية ونهارية، وقفات احتجاجية وكل أشكال المقاومة السلمية، رافضة لكل أشكال الظلم والقمع والقتل التي ظل ينتهجها النظام الدكتاتوري في مواجهة الشعب السوداني.

القارىء لتاريخ الشعب السوداني ونضالاته ضد الأنظمة الدكتاتورية سيقف سريعا عند حقيقة أن هذا الشعب هو مفجر الثورات، بنجاحه في إسقاط ثلاث حكومات دكتاتورية يقودها جنرالات في الجيش السوداني.

الثورة العظيمة الأولى كانت في 21 أكتوبر 1964، وأطاحت بحكومة الجنرال عبود العسكرية، بعد ست سنوات من استيلاءه على السلطة. أسقط الشعب السوداني بعده حكومة الجنرال جعفر نميري في انتفاضة شعبية يوم 6 أبريل 1985، بعد حكم قمعي استمر ستة عشر عاما. ثم جاءت ثورة ديسمبر المجيد التي استمرت أربعة أشهر لم تهدأ لحظة لتقتلع واحد من أسوأ الأنظمة الدكتاتورية في القارة الأفريقية في الحادي عشر من أبريل 2019.

تصاعدت المقاومة لنظام القمع والقتل في شهر ديسمبر العظيم، فبعد يوم 6 ديسمبر بمدينة سنار في حي مايرنو الشهير، تواصل التصعيد وتواصلت الاحتجاجات في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق وهي ذات الولاية التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة، وواجهت أيضا القمع والقوة المفرطة من جهاز الأمن والشرطة، لتنتقل المظاهرات بعدها إلى شمال السودان مدينة عطبرة في التاسع عشر من ديسمبر التي في مظاهرات ضخمة رافضة الأوضاع الاقتصادية ومطالبة بإسقاط النظام لتواجه بقمع وعنف أكبر، واجهه الشعب ببسالة نادرة أرعبت الجلاد، لتصل المقاومة ذروتها والمدن تنتفض لتعلن أن الثورة ثورة الشعب السوداني في كل مدينة وقرية.

وفي الخامس والعشرين خرجت العاصمة السودانية بالشعارين الشهيرين ‘تسقط بس’، و ‘مدن السودان تنتفض’. سيسجل التاريخ أن ديسمبر سيظل شهرا عظيما عند السودانيين، يضاف إلى أكتوبر وأبريل، يحكي عن عظمة شعب.

تعليق | حسن فاروق صور | محمد هلالي ومحمد الأمين